Last updated: 13 Nov 2024
في التعليم بالشكل التقليدي، يعتبر معيار النجاح في مدارسنا هو محاولة النجاح في كل الامتحانات التي يمتحنها الطلاب. بمعنى آخر، يتم تقييم المدرسة والمعلم بناءً على مستوى نجاح الطالب في الامتحانات النهائية. وقد يتم اعتبار المدرسة أو المعلم "جيدين" فقط لو ركزت جميع جهودهما على إعداد الطلاب للامتحانات النهائية والعكس صحيح.
في معظم الفصول الدراسية، متوقع أن نصادف بايانات تسلط الضوء على أهمية أسئلة معينة وتوقع ظهورها في الامتحانات. قد تشمل هذه العبارات: "هذا السؤال مهم لأنه قد يظهر في الامتحان." "إذا ظهر هذا السؤال في الامتحان، يفضل الرد باستخدام النهج كذا." "قد يؤدي الرد بشكل مختلف إلى الحصول على درجة أقل." "كان هذا السؤال في امتحان القبول العام الماضي." "يوصى بالرد على أسئلة الاختيار من متعدد باستخدام هذه الاستراتيجية." باختصار، جميع جهود المعلم موجهة نحو التقييم، وبطريقة ما، يخدم التعليم أهداف التقييم. ببساطة، تركيزنا الأساسي في التدريس هو تلبية متطلبات الامتحان، مع الهدف الأساسي هو الأداء الجيد في الامتحانات بدلاً من استخدام الامتحانات لتسهيل التعلم بشكل أفضل.
بدأ التقرير بمصطلح "تقليديًا"؛ والحقيقة أن هذا المنظور لا يزال شائعًا، حيث يواصل العديد من المعلمين والمدارس اتباع نفس النهج. ومع ذلك، ظهرت نهج تعليمية جديدة تركز على طرق التقييم البديلة. يخدم تقييم الطلاب غرض يتجاوز الانتقال إلى صفوف أعلى أو اجتياز الامتحانات النهائية. فهو جزء لا يتجزأ من عملية التعليم، ليكمل تجربة التعلم ويساعد على تحديد مجالات تحسين نقاط الضعف.
عندما تكشف التقييمات أن العديد من الطلاب يواجهون صعوبات في مادة معينة، فإن ذلك يسلط الضوء على العيوب في أساليب التدريس. ويجب على المعلمين بعدها إعادة تدريس المادة، وضمان فهم جميع الطلاب للمفاهيم. وعليه تصبح الملاحظات البناءة أداة قيمة في هذا السيناريو، حيث تساعد في معالجة فجوات التعلم الفردية وتعزيز جودة التعليم بشكل عام.
بافتراض أن المعلم يتبع نهجًا موجهًا نحو التقييم لخدمة التعليم، مع نية استخدام نتائج التقييم لتحسين وتصحيح تعليمه، فإنه عادةً ما يفتقر إلى الخبرة والاستراتيجيات المناسبة لتقديم ملاحظات فعالة. غالبًا ما يلجأون إلى عبارات مثل "تدرب أكثر"، "انتبه أكثر"، "اجتهد أكثر"، و"كن حذرًا من الأخطاء"، إلخ.
في هذا البحث، نسعى إلى إيجاد حل حقيقي وفعال للملاحظات التصحيحية للمساعدة في بيئة التعلم لطلاب المرحلة الثانوية. لقد اخترنا دراسة السنوات النهائية نظرًا لأهمية امتحاناتهم النهائية على مدار السنوات الثلاث الأخيرة من المدرسة الثانوية وتأثيرها الكبير على نتائج امتحان القبول الجامعي. وبطبيعة الحال، يسلط هذا الأمر الضوء على أهمية عملية التقييم في تعليمهم. وفي هذه الدراسة، نعتزم إيجاد حل لدفع المعلمين إلى استخدام التقييم لتحسين وإكمال العملية التعليمية.
يتكون نهج "التقييم في عملية التعليم" من عدة مراحل رئيسية:
يجب أن تهدف الأنشطة التعليمية دائمًا إلى تحقيق الأهداف التعليمية، مع التركيز في التقييم على الإنجاز وليس مجرد الدرجات أو النسب المئوية.
في جميع هذه المراحل، فإن تحديد الأهداف التعليمية والتركيز عليها أمر بالغ الأهمية وله تأثير كبير. يتم تصميم الأنشطة الأكاديمية بناءً على الأهداف التعليمية، ثم تحدد عملية التقييم ما إذا كانت هذه الأهداف قد تحققت أم لا. عليه، يتم تعريف نقاط ضعف الطالب أو مشاكله في مادة ما بعدم تحقيق أهداف التعلم. وعند تحليل النتائج، يتم التركيز على تحديد مدى تحقيق الأهداف التعليمية.
لذلك، فإن فحص الأهداف التعليمية أهم من مجرد النظر إلى الدرجات أو النسب المئوية. وبدلاً من مجرد النظر إلى درجات الامتحان أو أن الطلاب قد نجحوا أم رسبوا، فإن التحليل يُقيم مدى تحقيق الطلاب للأهداف التعليمية المحددة. ولهذا السبب يختلف تحليل النتائج عن النهج الكمي التقليدي، الذي يركز على نسبة الإجابات الصحيحة.
الجزء الحاسم من هذه العملية الدورية الذي غالبًا ما يتم إهماله هو تقديم الملاحظات التصحيحية للطلاب. عادةً ما يحدث التدريس والتقييم في المدارس، استنادًا إلى خبراتهم، فهم عام ومنظور حول النتائج. وعلى الرغم من أن هذا الشعور العام الذي يمتلكه المعلم ليس كافياً، إلا أنه يمنحهم فهم أساسي للوضع العامة. غالبًا ما يتم تجاهل خطوة الملاحظات وعدم إعطائها الاهتمام الكافي، وبالتالي يتم تنفيذ الدورة بأكملها بشكل غير مكتمل، ولا يمكن استخدام نتائج التقييم بفعالية لتحقيق الأهداف التعليمية.
تم إجراء مشروع بحثي قصير في إحدى المدارس الثانوية لاستكشاف استخدام مجموعة من الكتب الدراسية الرقمية التفاعلية في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء، لتوفير ملاحظات تصحيحية للطلاب من المعلمين وتقييم تأثير هذه الطريقة. إحدى مزايا هذه الكتب الدرسية أنها تتيح للطلاب الذين الضعاف في مواد معينة بالتركيز عليها، وهذا يجعل مجموعة الكتب مناسبة لتقديم ملاحظات تصحيحية للطلاب.
نظرًا لتوقيت امتحانات الفصل الدراسي الأول، ولمساعدة الطلاب على التحضير النفسي لظروف امتحانات نهاية العام، تم تصميم وإدارة امتحانات محددة بالاشتراك مع عدد من المدارس الثانوية، وفقًا لمعايير الامتحانات النهائية. وبعد التصحيح، تم توزيع أوراق الامتحان لطلاب الصف العاشر والحادي عشر.
بعد تدريب قصير، قام كل شخص بتحليل ورقة حسب الأهداف التعليمية والمواضيع التي تم تناولها. على سبيل المثال، موضوع دراسي واحد في عدة أسئلة.
تم استخدام أداء الطالب في هذه الأسئلة النموذجية لقياس مدى إتقانه للأهداف التعليمية لكل موضوع. وبناءً على هذا التحليل، تمكن كل طالب من تحديد المواضيع التي واجه فيها أكبر صعوبة في كل مادة. بعدها تم منح كل طالب كتاب مدرسي متخصص يتوافق مع نقاط ضعفه المحددة كشكل من الملاحظات التصحيحية.
تم منح الطلاب أسبوع واحد لدراسة الكتب المدرسية المتخصصة بدقة لمعالجة نقاط ضعفهم في تلك المواد. وبعد هذه الفترة، خضعوا لاختبار قصير في نفس المواضيع لتقييم التقدم والتحسن. كما قام الطلاب بملء استبيان لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم عن هذه العملية ومدى استفادتهم من الكتب المدرسية المتخصصة.
كان الهدف هو منح الطلاب وقت وموارد متخصصة لاستهداف فجوات تعليمهم وتقييم مدى تحسن فهمهم بعد هذه التجربة. وكان أيضًا لملاحظات الطلاب رؤى قيمة.
يمكن فحص نتائج هذه الدراسة بطريقتين. أولاً، أظهرت درجات الاختبارات بعد استخدام الطلاب للكتب المدرسية المتخصصة كإجراء تصحيحي أن الطلاب الذين قضوا وقت كافي في دراسة الكتب بعناية قد أدوا أداءً أفضل في الاختبارات بعدها. ثانيًا، ستوفر التعليقات المهمة في استبيانات الطلاب معلومات قيمة حول آراءهم عن مدى فائدة وفعالية المواد المركزة نحو المواد. وتشير الأدلة الكمية إلى نقطة مهمة - أن الطلاب الذين قضوا وقت كافي في مراجعة الكتب بدقة والتفاعل معها باهتمام حققوا نتائج جيدة في الاختبارات. هذا يشير إلى أن الكتب المدرسية المتخصصة كان لها تأثير إيجابي على هؤلاء الطلاب.
يمكن لاقتراح إعطاء الطلاب كتب ذاتية الدراسة متخصصة لدراسة مواد معينة يمكنهم فهمها دون الحاجة لوجود المعلم، أن يكون بمثابة تعديل فعال لمعالجة المشاكل والعيوب. ويمكن أن يكون هذا حل مناسب للمعلمين للاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز العنصر المهمل في دورة التدريس والتقييم.
إحدى النتائج الهامة هي مقارنة الوقت الذي يقضيه طلاب المرحلة الثانوية في الصف العاشر والحادي عشر والثاني عشر في إكمال مهمة التعلم الذاتي.
في بعض المدارس الثانوية، حيث يقضي طلاب الصف الثاني عشر ساعات طويلة في الدراسة اليومية وأحيانًا البقاء لما بعد فترة المدرسة، فلا يتبقى وقت كافي لاستخدام الكتب التعليمية الذاتية الرقمية. ومع ذلك، قد تكون هذه الموارد التعليمية الرقمية أكثر فعالية في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات التعليمية، حيث يكون لدى الطلاب وقت أطول بعد المدرسة. كذلك تشير البيانات إلى أن طلاب الصف الحادي عشر أظهروا اهتمام أقل من طلاب الصف العاشر، مما يشير إلى أن تشجيع المعلم ضروري لكي يستفيد الطلاب من هذا التعلم القائم على الملاحظات والتعديلات. لكي يكون فعالًا بما يكفي، يجب أن تكون هناك رغبة أولية واعتراف من الطلاب بنقاط ضعفهم؛ ويجب أن يكون لديهم رغبة حقيقية في معالجة هذا الضعف من خلال الدراسة الذاتية.
وكنقطة إضافية، يتمثل دور المعلم في تبرير ملاحظات الطلاب وطمأنتهم بأن النتيجة الجيدة ستتحقق إذا تم تنفيذ التعليقات بدقة، مما ينعكس على إنجاز العمل بنجاح. إذا لم تتم الخطوتين بشكل جيد، فلن تكون الملاحظات واضحة وشفافة بما يكفي، ولن يعرف الطالب سبب وكيفية القيام بشيء ما، وبالتالي لن تكون الملاحظات التصحيحية فعالة.
تم استخراج وتلخيص النقاط التالية من خلال فحص الاستبيانات التي أنهاها الطلاب. وبناءً على هذه الحالات، يمكننا النظر في دورة البحث في المراحل اللاحقة لتحسين النتائج والجودة.
في هذه المرحلة، نهدف فقط إلى دراسة تأثير الكتب المخصصة للمادة. وفيما يلي ملخص للنتائج:
أثبتت عملية الملاحظات والتقييم التي تم تنفيذها في المدرسة الثانوية أنها قيمة وقابلة للتكرار. كان الدور الفعال لمستشارين المدرسة ومعلمي المواد الدراسية في غاية الأهمية. يجب على المعلمين توجيه الطلاب، خاصة في الصفوف الدنيا، في استخدام المحتوى المخصص بفعالية.
ظهرت تجربة غير مقصودة ولكنها قيمة عندما استخدم معلم الرياضيات كتاب مخصص لتدريس علم المثلثات، مما أدى إلى دمج المواد الرقمية بفاعلية في التعليم داخل الفصل.
يمكن للمدارس الاستفادة من الكتب المدرسية المتخصصة بثلاث طرق رئيسية:
من خلال اعتماد هذه الاستراتيجيات، يمكن للكتب المتخصصة تقديم الدعم الصحيح، والمساعدة في التحضير للامتحانات، وتعزيز تقديم المناهج بشكل عام.
Detail
Type
Rich Text Section
Created At
13 Nov 2024